القائمة الرئيسية

الصفحات

قصيدة طربت وهاجتك الظباء السوارح من الشاعر عنترة بن شداد العباس

جزى الله الأغر جزاء صدق

عنترة بن شداد العبسي ولد عام 525 م وتوفي في 608 م ، المعروفة أيضًا باسم عنتر ، كان فارسًا وشاعرًا للعرب قبل الإسلام ، اشتهر بشعر الفروسية، وله معلقة.

قصيدة طربت وهاجتك الظباء السوارح


طَرِبـتَ وَهاجَتكَ الظِـباءُ السَـوارِحُ

غَـداةَ غَدَت مِـنها سَنـيحٌ وَبـارِحُ

تَغالَت بِيَ الأَشـواقُ حَتّى كَـأَنَّم

بِزَندَينِ في جَـوفي مِـنَ الوَجـدِ قادِحُ

وَقَد كُنتَ تُخـفي حُــبَّ سَـمراءَ حِـقبَةَ

فَبُح لِانَ مِنها بِالَّـذي أَنتَ بائِحُ

لَعَـمري لَقَد أَعـذَرتُ لَو تَعذِرينَني

وَخَشِّنتِ صَـدراً غَيبُهُ لَكَ ناصِحُ

أَعاذِلَ كَم مِـن يَومِ حَربٍ شَهِدتُهُ

لَهُ مَنظَرٌ بادي الـنَواجِذِ كالِحُ

فَلَم أَرَ حَيّاً صـابَروا مِثلَ صَبرِن

وَلا كافَحوا مِـثلَ الَّذينَ نُكافِحُ

إِذا شِئـتُ لاقاني كَميٌّ مُدَجَّجٌ

عَلى أَعوَجِيٍّ بِالطِعانِ مُسامِحُ

نُزاحِفُ زَحـفاً أَو نُلاقي كَتيبَةً

تُطاعِنُنـا أَو يَذعَرُ السَرحَ صائِحُ

فَلَمّا اِلتَقَينا بِالجِفارِ تَصَعصَعو

وَرُدَّت عَلى أَعقابِهِنَّ المَسالِحُ

وَسارَت رِجالٌ نَحوَ أُخرَى عَليهُمُ ال

حَديدُ كَما تَمشي الجِمالُ الدَوالِحُ

إِذا ما مَشَوا في السابِغاتِ حَسِبتَهُم

سُيولاً وَقَد جاشَت بِهِنَّ الأَباطِحُ

فَأَشرَعتُ راياتٍ وَتَحتَ ظِلالِه

مِنَ القَومِ أَبناءُ الحُروبِ المَراجِحُ

وَدُرنا كَما دارَت عَلى قَطبِها الرُحى

وَدارَت عَلى هامِ الرِجالِ الصَفائِحُ

بِهاجِرَةٍ حَتّى تَغيَّبَ نورُه

وَأَقبَلَ لَيلٌ يَقبَضُ الطَرفَ سائِحُ

تَداعى بَنو عَـبسٍ بِـكُلِّ مُهَنَّدٍ

حُسامٍ يُزيـلُ الهامَ وَالصَفُّ جانِحُ

وَكُلَّ رُدَينِـيٍّ كَأَنَّ سِـنانَهُ

شِهـابٌ بَدا فـي ظُـلمَةِ اللَيلُ واضِحُ

فَخَلّوا لَنا عوذَ النِساءِ وَجَبِّبو

عَبابيدَ مِنهُم مُستَقيمٌ وَجامِحُ

وَكُلَّ كَعابٍ خَذلَةِ الساقِ فَخمَةٍ

لَها مَنصِـبٌ فـي آلِ ضَبَّةَ طامِحُ

تَرَكـنا ضِـراراً بَينَ عانٍ مُكَبَّلٍ

وَبَينَ قَتيلٍ غابَ عَنهُ النَوائِحُ

وَعَمرواً وَحَبّاناً تَرَكنا بِقَفرَةٍ

تَعودُهُما فيـها الضِباعُ الكَوالِحُ

يُجَرِّرنَ هاماً فَلَقَتها رِماحُن

تَزَيَّلُ مِنـهُـنَّ اللِحـى وَالمَـسائِـحُ

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع